-
"أبو خديجة”.. تصفية قائد داعش العراقي تربك خطط التنظيم الإقليمية
-
يكشف التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن عن تطور ملحوظ في القدرات العراقية على مواجهة الإرهاب، لكنه لا يعني القضاء النهائي على خطر التنظيمات المتشددة

في عملية بارزة وصفت بالحاسمة، صرحت السلطات العراقية بالتعاون مع الولايات المتحدة عن تصفية قائد تنظيم داعش في العراق، عبدالله مكي مصلح الرفيعي، الملقب بـ"أبو خديجة"، إثر عملية عسكرية محكمة في محافظة الأنبار.
وأوضح المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، في تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية" أن هذه العملية كانت "نتاج تحضير استغرق أكثر من سنتين، ومتابعة لتحركات هذا الإرهابي لفترة ستة أشهر تقريبا"، مشددا على أن "الجهد الاستخباري العراقي يعمل على تقطيع أوصال التنظيم ومنع تواصله”.
ولفت النعمان إلى أن "هذا الإرهابي كان يمثل حلقة الوصل والتخطيط والتنسيق للعمليات الإرهابية في المحيط الإقليمي، وليس فقط في العراق وسوريا”.
ومن ناحيته، ذكر الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، سرمد البياتي، أن تصفية أبو خديجة "يعد ضربة موجعة للتنظيم، نظرا لدوره في إعادة تنسيق العمل والتواصل بين أفراد داعش بعد فقدان العديد من قياداته"، مبيناً أن "التنظيم يعاني حاليا من ضعف شديد بعد أن فقد قياداته العليا، مما قد ينعكس على تحركاته المستقبلية”.
ويعتقد المحللون أن تصفية قائد بارز مثل أبو خديجة لن تمر دون تداعيات على تنظيم داعش، حيث كان يتولى منصب "نائب الخليفة" ويتابع ما يطلق عليه "ولاية العراق وسوريا"، مما يعني أن غيابه سيخلق فراغاً قيادياً يصعب تعويضه بسهولة.
وفي هذا الإطار، أكد صباح النعمان على أن "التنظيم الإرهابي قد فقد كل قدراته في العراق"، غير أنه بالمقابل نوه إلى أن "داعش لا يزال يحاول إعادة ترتيب صفوفه، خاصة خارج العراق، من خلال تنشيط خلاياه في مناطق أخرى، مثل الساحل الإفريقي”.
وبدوره، أوضح سرمد البياتي أن "قيادات الخط الأول في التنظيم بدأت تضعف، وأن التنظيم ربما يحاول اختيار خليفة جديد من مناطق أخرى خارج العراق وسوريا، مثل الصومال، حيث تحولت بعض العمليات الإرهابية إلى غرب إفريقيا”.
التعاون الأمني العراقي والدولي.. عنصر فعال
وبرهنت هذه العملية على مدى كفاءة التعاون الاستخباري والأمني بين العراق وقوات التحالف الدولي في القضاء على رؤوس التنظيم الإرهابي.
واستناداً لما بينه صباح النعمان، فإن "الجهد الأمني العراقي شهد تطورا ملحوظا، بفضل قاعدة بيانات مفصلة لكل أفراد التنظيم، وتنسيق عالي المستوى مع قوات التحالف وإقليم كردستان العراق”.
وأشار البياتي إلى أن "داعش يحاول التحرك بحذر شديد، لكن قدرات الاستخبارات العراقية جعلت رصده ممكنا، حيث تم تتبع تحركاته باستخدام تقنيات متقدمة"، موضحاً أن "هناك دورا بارزا للمعلومات التي قدمتها زوجة أبو خديجة، والتي سهلت تحديد موقعه النهائي قبل تنفيذ الضربة”.
هل بلغ داعش نهايته في العراق؟
ورغم أن تصفية أبو خديجة تعتبر نجاحاً أمنياً مهماً، إلا أن الاستئصال التام لتنظيم داعش لا يزال يستلزم المزيد من العمليات الأمنية والاستخبارية، كما تبرز تحديات مستمرة، خصوصاً في ظل مساعي التنظيم لإعادة هيكلة نفسه في مناطق أخرى خارج العراق.
وبحسب صباح النعمان، فإن "القضاء على هذا القائد الإرهابي لا يعني نهاية داعش، لكنه يضعف التنظيم بشكل كبير، ويحد من قدرته على تنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق"، بينما يؤكد سرمد البياتي أن "داعش يواجه حاليًا أزمة قيادة حقيقية، لكن لا يمكن الاستهانة بمحاولاته لإعادة ترتيب صفوفه في أماكن أخرى”.
وتشكل تصفية أبو خديجة ضربة قاصمة لتنظيم داعش، وستؤدي إلى مزيد من التفكك في بنية التنظيم في العراق وسوريا، ومع ذلك، لا يزال التنظيم يمثل خطراً أمنياً، خاصة مع جهوده لتوسيع نطاق نفوذه في مناطق أخرى، ويشدد الخبراء على أن استمرار التنسيق بين العراق والتحالف الدولي سيمثل مفتاحاً للقضاء النهائي على ما تبقى من التنظيم ومنع ظهوره مجدداً.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!